بداية احب أن انوه ان الفترة القادمة ستكون اصعب للأسف على الفرد والأسرة ، من ناحية ارتفاع الأسعار وإلغاء الدعم الحكومي عن بعض السلع بالإضافة إلى الكثير من الإجراءات التي ستزيد التحديات والصعوبات المالية ،انا اتفهم ذلك جيدا وكلنا سنواجه الكثير من التحديات المالية، البعض اختار أن يقف مكتوف اليدين ، والبعض الآخر اختار أن يتجهز للظروف عملاً بقول الحبيب المصطفى ” اعقلها وتوكل” ، ومن العمل بالاسباب زيادة الوعي بمهارات الإدارة المالية الشخصية ، ومن ذلك تجهيز سيولة للطوارئ. وهي ببساطة عن مبلغ مخصص لحالات الطوارئ بحيث كلما مررت بظرف طارئ تسحب من هذا المبلغ وتقوم بالالتزام بينك وبين نفسك لتسديد المبلغ لصندوق الطوارئ الخاص بك بدون التأثير على خطة الادخار ، أي انك تستمر بعزل مبلغ الادخار كما هو مع ترشيد الاستهلاك اكثر لتتمكن من تسديد المبلغ الذي اقترضته من نفسك . طبعا هذا المبلغ بامكانك تقسيمه مابين سيولة نقدية في المنزل و مبلغ في حساب منفصل سريع الوصول ، من المهم ايضا ان تقوم بعملية سحب وايداع مرة واحدة كل ثلاث شهور حتى لا يتجمد الحساب . أثناء عملية بناء كاش الطوارئ من الضروري عمل قائمة بالبنود التي تشملها حالات الطوارئ ، على سبيل المثال ( صيانة سيارة ، مستشفى ، صيانة منزل ) بحيث تلتزم بهذه القائمة، وعندما تبدأ بسداد المبلغ المسحوب يجب ان لا تتوقف عن خطتك الادخارية بحيث تقوم بترشيد استهلاكك أكثر في فترة السداد لحساب كاش الطوارئ ، طبعا عند تعلمك مهارات متقدمة في الإدارة المالية الشخصية سيكون بإمكانك عمل مخصصات لكثير من البنود وبالتالي تقل البنود الخاصة بكاش الطوارئ ، بالنسبة للمبلغ المقترح فيختلف من شخص لآخر ، رب الأسرة يحتاج لمبلغ أكبر من العازب ، من يعيل أشخاص كثر يحتاج لمبلغ اكبر من الشخص الذي يعيل عدد قليل ، لكن مبدئيا المبلغ المقترح لا يقل عن ٣ رواتب ، على سبيل المثال زيد راتبه ٥ آلاف ريال المفترض يكون كاش الطوارئ ١٥ الف ريال ، ٥الاف يضعها في البيت و ١٠ الاف ريال يضعها في حساب جاري منفصل ، كلما نقص المبلغ المفترض يقوم بإعادة بنائه مرة أخرى . السيولة النقدية الخاصة بالطوارئ خطوة مهمة جدا للوصول للاستقلال المالي والصحة المالية ، يحتاجها الكل بغض النظر عن مستوى دخولهم ، وكلما زادت صعوبات الحياة زادت أهمية هذه السيولة.