كيف تكون الموظف المميز ؟
سأذكر هنا بعض الأسرار من واقع تجاربي العملية
بسم الله ، هناك بعض الأسرار والنصائح التي كنت اتمنى ان يخبرني بها شخص منذ بداية حياتي الوظيفية لأهميتها الكبيرة وذات دور جوهري في سرعة ارتقائي الوظيفي ، بعضها تعلمتها بنفسي وبعضها اهداني اياها احد زملاء العمل او احد مدرائي خلال مسيرتي العملية ، لله الفضل ثم لزملائي فلهم دور كبير لن أنساه ما حييت ، وسأبقى ممتن لهم جميعاً ، سأسرد بعضها وتهمني ارائكم وتفاعلكم مع الموضوع ، من النقاط المهمة في نظري ان تنظر لوظيفتك على أساس ربحي بمعنى ان الراتب الذي تتقاضاه مرتبط بالخدمة التي تقدمها لمنشأتك ، من أكثر أسباب الفشل في الوظيفة النظر لها كأنها خدمة من المنشأة لك ، دائما تذكر أن العلاقة بينك وبين منشأتك ربحية وليس خيرية وتطوعية من أي طرف ، وجود هذه القناعة لديك يدفعك لتقديم المزيد والافضل دائماً ومن ثم التميز،فأنت تقدم خدمة مقابل مبلغ مالي ، هذه هي العلاقة بالتالي استمرار تدفق هذا المبلغ يعتمد على مدى قدرتك على إنجاز المهام المنوطة بك ، وزيادة هذا المبلغ يعتمد على تميزك والقيمة المضافة التي تقدمها لمنشأتك ،تذكر ذلك جيداً ، ايضاً من القناعات المهمة أنه لا يهم مقدار الجهد الذي تقدمه لمنشأتك بل العبرة بالنتائج النهائية ، اجد الكثير من الموظفين يتذمرون من وظائفهم وأنهم لا يحصلون على التقدير الذي يستحقونه مع انهم يبذلون الكثير من الجهد والوقت ، ودائما اجيبهم ان العبرة بالنتائج وليس الوقت والجهد المبذول ، ايضاً من القناعات التي سيكون له اثر كبير في تقدمك الوظيفي أن تنظر لكل مهمة توكل لك على انها ورقة اعلانية لك وتمثل قدراتك ومدى جودة عملك ، إذا تبنيت هذه القناعة ستعمل بجد واجتهاد وذكاء للوصول للنتائج بأفضل طريقة واجمل صورة ،وعندما تنتهي من المهمة سيسعدك كثيراً ان يشاهد الجميع نتائجك وهذه من النقاط المهمة ، ” لا تعمل ومكتبك مغلق” بمعنى دع الجميع يشاهد نتائج عملك ومدى اتقانك وهذه النقطة تستدعي نقطة جوهرية وهي ان لا تحاول ان تأخذ الفضل كاملاً في كل انجازاتك حتى لو كانت كذلك ، من الذكاء ان تُشرك مديرك وزملائك حتى يساعدوك في تسويق ذاتك داخل المنشأة ، كثير من المميزين يخسرون فرصتهم في الارتقاء الوظيفي بسبب انهم يصرون على الاستحواذ الكامل في الفضل لاي عمل يقومون به ، وهذا في نظري ليس من الذكاء الاجتماعي ، دع الجميع يشاركك نجاحاتك ، اتذكر خلال سنوات عملي اني ذهبت لمديري وناقشته في فكرة كنت اود تطبيقها ، وبعد النقاش شجعني لتطبيق الفكرة وتنفيذها ، بعد ان انتهيت من المهمة قمت بارسال ايميل وذكرت في بدايته أنه بعد نقاشنا المثمر وبعد ملاحظاته المهمة اتممت المهمة بهذ الشكل ، النتيجة كانت مذهلة ، أصبح مديري يتفاخر بين الاقسام والادارة العليا بالإنجاز الذي قمنا به سوية مع أن العمل قمت به كاملاً لوحدي ولم يحزني ذلك ابداً بل اسعدني كثيراً خصوصا اني وجدت اثره في حياتي العملية وسرعة ترقيتي ، من المهم أن ترى نفسك وزملائك في نفس المركب ونجاحك من نجاحهم ، وفشلك من فشلهم ، ايضا من النقاط الغاية في الاهمية ابتعد عن السلبيين الذين لا شغل لهم الا التجول في الاسياب والقيل والقال ، وفلان فعل وفلان قال لفلان ، انتبه ان تكون من هذه الفئة ، غالباً تكون معروفة خصوصا من الادارة من العليا ولن يضيفوا لك بل سيتم تصنيفك انك منهم بمجرد انضمامك لسواليفهم السخيفة والتي لن تساعدك في تنفيذ مهامك على أكمل وجه فضلاً على تميزك بين زملائك ، دائما اقول ” تجاهل الازعاج وركز على مهامك” في نهاية المطاف سيتم تقييمك بناء عليها ، ايضا من النقاط التي وجدت أثرها بشكل كبير في مسيرتي المهنية ، توثيق إنجازاتك خلال السنة ، لا تعمل بدون توثيق انجازاتك وعرضها بطريقة ذكية حتى لو تطلب ذلك تعلم مهارات حاسب اضافية ، لا تغفل هذه النقطة ، اتذكر احد الزملاء كان مدير قسم التسويق كان يجهز ملفين خلال السنة ، ملف لمنتصف السنة وملف لنهاية السنة ويبادر بنفسه ويجلس مع المدير التنفيذي ويخبره عن الإنجازات والمهام التي تم تنفيذها خلال السنة ، وهذا من ذكائه والذي ظهر في كثرة الشركات التي تتنافس عليه وترقيه الوظيفي السريع، نقطة اخيرة، احترام ساعات العمل ، فتأخرك عن الحضور في الوقت المحدد يعطي انطباعاً سيئا وغالباً لا يذهب بسهولة عن اذهان زملائك واداراتك ، للاسف الاحظ ان الكثير من الموظفين بمجرد ان يعمل في وظيفة جديدة يحرص على الحضور في الوقت المحدد اول شهر او شهرين ثم يتقاعس ويبدا بالتاخر وكثرة الاستئذان ، هذه التصرفات تعطي انطباعاً سيئا بانك موظف كسول وغير مميز ولا تأخذ وظيفتك على محمل الجد.
هذه نقاط سريعة ذكرتها ولا تعتبر كافية وفي جعبتي الكثير حقيقة ، ولكن مثل هذا الموضوع يحتاج الى كتاب كامل ، حاولت ذكر أهم النقاط باختصار والحقيقة اني كتبت السطور على عجالة فسامحوني إن أغفلت بعض النقاط الأهم . واعتبروا هذا الجزء الاول ولاحقاً سأكتب لكم جزء ثان باذن الله